التلهّج بالحروف المقطّعة: قال الزمخشري: «اعلم أنّ الألفاظ التي يتهجّى بها أسماء، مسمّياتها الحروف المبسوطة التي منها ركّبت الكلم. فقولك: ضاد، اسم سمّي به «ضَهْ» من ضَرَبَ، إذا تهجّيته، وكذلك: راء، باء، اسمان لقولك: «رَهْ»، «بَهْ»..»[457]. قال: «وقد روعيت في هذه التسمية لطيفة، وهي: أنّ المسمّيات لمّا كانت ألفاظاً كأساميها وهي حروف وحدان، فالأسامي عدد حروفها مرتق إلى الثلاثة، اتّجه لهم طريقٌ إلى أن يدلّوا في التسمية على المسمّى، فلم يغفلوها، وجعلوا المسمّى صدر كلّ اسم منها، كما ترى[458]، إلاّ الألف، فإنّهم استعاروا الهمزة مكان مسمّاها، لأنّه لايكون إلاّ ساكناً»[459]. قال: «وممّا يضاهيها في إيداع اللفظ دلالة على المعنى: التهليل، والحوقلة، والحيعلة، والبسملة. وحكمها ـ ما لم تلها العوامل ـ أن تكون ساكنة الأعجاز، موقوفة، كأسماء الأعداد، فيقال: أَلِفْ، لامْ، مِيْمْ. كما يقال: واحِدْ، اثنانْ، ثلاثَةْ. فإذا وليتها العوامل أدركها الإعراب، تقول: هذه ألفٌ، وكتبتُ ألفاً، ونظرت إلى ألف، وهكذا كلّ اسم عمدت إلى تأدية ذاته فحسب، قبل أن يحدث فيه ـ بدخول العوامل ـ شيءٌ من تأثيراتها، فحقّك أن تلفظ به موقوفاً. ألا ترى أنّك إذا أردت أن تلقي على الحاسب أجناساً مختلفة، ليرفع حسبانها، كيف تصنع؟ وكيف تلقيها أغفالاً من سمة الإعراب؟ فتقول: دارْ. غلامْ. جاريَةْ. ثوبْ.