عمر: (سيفان في غمد واحد لا يصطلحان)[224]. و روى الطبري في حوادث سنة 40: أنّ معاوية طلب من الإمام (عليه السلام) أن يكون له الشام وللإمام العراق، فقبل الإمام ذلك[225]. ونحن لا ننفي هذا الطلب من معاوية، لكننا ننفي ـ بشكل جازم ـ أن يكون الإمام (عليه السلام) قد وافق معاوية على ذلك. وقد اتّفق المؤرّخون على أنّ الإمام (عليه السلام) كان قد أعلن قبيل شهادته عزمه على قتال معاوية، وأنّه يخرج بمن معه من أهل بيته وأصحابه الأقربين إلى معاوية حتى لو لم يخرج معه أحد غيرهم، إلاّ أنّ عبد الرحمان بن ملجم المرادي الخارجي ـ لعنه الله ـ لم يمهل الإمام (عليه السلام) وعاجله بالشهادة. ومهما يكن من أمر، فإنّ معاوية كان أوّل من طرح هذا المشروع السياسي...، وقد حصل شيء من هذا القبيل في بدايات الحكم العباسي، حيث كان يحكم فيها بقايا بني اُميّة في الأندلس، وبنو العباس يحكمون العراق ومناطق واسعة من العالم الإسلامي، ونقدّر أنّ المستقبل السياسي للعالم الإسلامي يشهد أحداثاً من هذا القبيل. وعليه، فإنّ دراسة هذه المسألة ـ بعد عودة الإسلام إلى السيادة والحكم وإلى الساحة السياسية ـ حاجة حقيقية، وعلينا أن نتناول هذه المسألة بصورة جدّية، حتى نصل إلى نتائج علمية يمكن الاعتماد عليها.