إليه الشعراء فيمدحونه وينالون عطاءه، فكان ذلك سبباً في إيغار صدر سليمان بن عبدالملك عليه، فكتب إلى عامله بالمدينة يقول له: أمّا بعد، فإذا جاءك كتابي هذا فاعزل زيد بن حسن عن صدقات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وادفعها إلى رجل ـ سمّاه ـ من ذوي قرابته.. ولكن عمر بن عبدالعزيز حينما تولّى الخلافة ردّه عليها. ومن الشعر الذي امتدح به زيد قول محمد بن بشر الخارجي: وزيد ربيع الناس في كلّ شتوة *** إذا اختلفت أبراقها ورعودها حمول لأشتات الديات كأنّه *** سراج الدجى قد قارنتها سعودها وحينما مات بكى عليه الناس كثيراً، ورثاه الشعراء، ومن ذلك قول قدامة بن موسى الجمحي: فإن يك زيد غالت الأرض شخصه *** فقد كان معروف هناك وجود وأن يك أمسى رهن رمس فقد ثوى *** به وهو محمود الفعال حميد هذا هو والد الحسن الأنور الذي كان زعيم البيت النبوي في حياته. أمّا ابنه حسن الأنور، فقد سار على نهج أبيه، وصار علماً من أعلام التقى والصلاح والنور... حسن الأنور والولاية جاء أبو جعفر المنصور فولّى حسن بن زيد إمارة المدينة ـ ولعلّه أراد أن يستلّ بذلك سخائم أهل البيت ـ وقرّبه وكرّمه، وقد انتهت إلى حسن الأنور بعد أبيه رئاسة بني الحسن، وقصده الشعراء يمدحونه. وكان كريماً متواضعاً. ومن الشعر الذي امتدح به الحسن، ما يرويه الحصري في زهر الآداب[567] قائلاً: كان أبو عاصم الأسلمي قد هجا الحسن بن زيد قبل تولّيه الإمارة، فلمّا ولي المدينة