والأحقاد حتى أصبحت – والحمد الله – حقيقة مقررة تجري بين المسلمين مجرى القضايا المسلمة بعد أن كان المرجفون في مختلف عهود الضعف الفكري والخلاف الطائفي والنزاع السياسي، يثيرون في موضوعها الشكوك والأوهام بالباطل، وهاهو ذا الأزهر الشريف ينزل على حكم هذا المبدأ، مبدأ التقريب بين أرباب المذاهب المختلفة، فيقرّر دراسة فقه المذاهب الإسلامية سنيها وشيعيها دراسة تعتمد على الدليل والبرهان، وتخلو من التعصب لفلان وفلان…». هذا هو نص كلام إمامنا الراحل في جماعة التقريب بين طائفتي السنة والشيعة، وهو كلام واضح وصريح يبين إيمانه القوي بضرورة تحقيق التقريب، خدمة للإسلام والمسلمين، وطريقاً لجمع كلمة المسلمين ولمّ شملهم وتوحيد صفوفهم، واستعادة عزتهم وقوتهم. وقد قدّم إمامنا الشيخ محمود شلتوت – رحمه الله – إلى هذه الجماعة الدعم الفكري، والبحث الفقهي، والجهد المتواصل مادفعها إلى الامام لإنجاح مهمتها، وتحقيق هدفها، ومن الذين بذلوا جهودا كبيرة في تأسيس الدعوة لإنشاء هذه الجماعة وتنظيمها العالم الجليل سماحة آية الله البروجردي، والعالم الجليل الشيخ محمد تقي القمي. سكرتير عام الجماعة، والمسلم الغيور محمد علي علويه باشا، والإمام الأكبر الشيخ مصطفى عبد الرازق، والإمام الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم، والإمام الشيخ آية الله الكبرى محمد الحسين آل كاشف الغطاء، والسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي طيب الله ثرى الجميع. وإذا كانت جماعة التقريب قد توقف نشاطها بعد انتقال مؤسسيها إلى رحمة الله فإنني أناشد جميع المشتركين في المؤتمر الدولي العمل بإخلاص على إحياء جماعة التقريب بين طائفتي السنة والشيعة لتحقيق أهدافها السامية التي من أجلها أنشئت الجماعة، وأرجو أن تصدر توصية من المؤتمر بذلك ضمن توصياته. ولأن أهل العلم يقدّر بعضهم بعضا، ويعرف كل واحد منهم مكانة ومنزلة وقدر