الكريمة وتعينه على الرجوع بكل مسألة فيها إلى نوعها وغرضها التي ترتبط فيها مع زميلاتها، ولعل القراء يلمسون من هذا الصنيع ذلك المعنى الذي يوحي به اهتمام السورة في الجانب الأول من جانبيها بتتبع أنباء بني إسرائيل وتقصيها على النحو العجيب والمؤذن بأن القرآن الكريم صادر من العليم الحكيم، كما يوحي باهتمام السورة في جانبها الآخر بعظمة هذا الدين وكونه منهجا واضحا وصراطا مستقيما يهدي للتي هي أقوم ويرسم للناس طريق السعادة في الدنيا والآخرة ويهيئ للأمة حياة هانئة مستقرة ونظاما قويا يعيشون في ظله آمنين مطمئنين»([56]). ولقد انتهج الشيخ شلتوت منهج التفسير الموضوعي وهو تفسير القرآن الكريم بجمع الآيات من السور المختلفة التي تحدثت عن موضوع واحد ودراستها دراسة موضوعية مرتبطا بعضها ببعض مستخرجا منها العبر والأحكام والعظات. وقد تميز تفسيره للعشرة أجزاء الأولى من القرآن الكريم. أولاً: بتنظيم وترتيب المعلومات والتبويب والفهرسة للموضوعات فكان يذكر إجمالاً في مستهل كل سورة: الموضوعات الرئيسية والمحاور التي تدور عليها ثم يبين مقاصد السورة ثم يبين طريقته في بيان الموضوعات وأسلوبه في البحث. ثانياً: خلو تفسيره من الإسرائيليات والموضوعات والمرويات الضعيفة. ثالثاً: تجنب في تفسيره أمرين يجب تنزيه التفسير عنهما: الأمر الأول: التفسير على وفق آراء المذاهب والفرق. الأمر الثاني: التفسير على مقتضى النظريات العلمية. فنجد تفسيره خالياً من التأثير بالعصبية المذهبية أو الطائفية وإنّما كان رائده الدليل ووجهته الحق وطريقته الاستقامة على منهج القرآن الذي يأمرنا بالوحدة ولم يكلف أحداً بأتباع مذهب معين من الناس إلا إذا وافق الحق والدليل من القرآن والسنة. كما أنه لا ينبغي أن ننساق إلى النظريات العلمية والتأثر بها والتي قد تتغير من وقت