أولا: حياته وآراؤه([50]) الشيخ شلتوت: أمام عالم وباحث محقق ومفكر واسع الأفق ملأ عصره بعلمه وبحثه وفكره ودوى صوته بالحق في شجاعة العالم المحقق وأسلوب الباحث المجدد. وهو الإمام العلامة الداعية المفسر الفقيه الأصولي الأديب اللغوي: محمود بن محمد بن عبد الهادي شلتوت. ولد الإمام في الخامس من شهر شوال سنة عشر وثلاثمائة وألف من الهجرة (5/10/1310هـ) الموافق للثاني والعشرون من شهر أبريل سنة ثلاثة وتسعين وثمانمائة وألف من الميلاد (22/4/1893م) في قرية منشأة بني منصور (منية بني منصور) التابعة لمركز آيتاي البارود أحد مراكز مديرية البحيرة بمصر، في بيت عرف بالعلم والأدب ورباه والده المرحوم الشيخ محمد شلتوت إلى أن بلغ السابعة من عمره ثم لحق بربه فتولى تربيته عمه الشيخ محمد عبد القوى شلتوت الذي ألحقه بكتاب القرية ليحفظ القرآن الكريم فحفظه في مدة يسيره والتحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1906م، وتلقى العلم بهذا المعهد العتيق على أيدي نخبة وصفوة من العلماء الأوفياء الصالحين منهم الشيخ الجيزاوي والشيخ عبد المجيد سليم وغيرهم وكان رحمه الله أول فرقته في جميع مراحل الدراسة حصل على الشهادة العالمية النظامية في سنة 1918 ولم يتجاوز عمرة الخامسة والعشرين وكان أول الناجحين فيها. ثم عين مدرسا بمعهد الإسكندرية الذي تخرج منه وهو في السادسة والعشرين من عمره في 3 فبراير سنة 1919. وفي هذا العام قامت الثورة الشعبية المصرية بزعامة سعد زغلول وامتدت الثورة حتى