تخريج الشخصية الصالحة ان الانتماء إلى النظرية المنسجمة مع تطلعات الإنسان في أي جانب من جوانب حياته والمستجمعة لشرائط الصحة والكفاءة خاصة الفقه الذي هو أقوى المناهج التي تنسق حركة الحياة وفق الموازين العلمية التي يحتاجها الإنسان في مطابقة عمله لقيم الايمان والدين باعتبار اَن العمل الصالح أحد مقومات تمركز العقيدة في النفوس وتجذرها وان الخلل في الممارسة يترك آثاره السلبية ويسلب الكثير من الطاقات التي تؤهل الإنسان للمسؤلية والريادة وخاصة المسؤليات التي يؤهل لها المؤمن في ميدان الحياة والتي تقوم في أصلها على التزكية والتهذيب وإعداد النفس وقد صرح القران الكريم مؤكدا ذلك في قوله تعالى: (قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها) وفي قوله تعالى (قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى...). وفي قوله تعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة). وهذا المنهج له صلة دائمة في تبلور النظريات الفقهية بحثا ودراسة ثم عملاً وتطبيقاً فالنظريات الفقهية تصنع الأرضية وتؤهل الإنسان في مطابقة سلوكه ولانجاز عملية التزكية واستمرارية العمل الصالح في ممارسات الشخصية الصالحة وقد جاء التعبير القرآني يحمل هذا الذوق ويؤكد هذا المنهج في قوله تعالى: (كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) فهناك اذن عملية صياغة وتخريج للجماعة والشخصية تتفاعل فيها الأفكار والسلوك والمناهج التربوية البناءة التي تقود الإنسان إلى العمل الصالح المطابق لمفاهيم الدين وتعاليم الشريعة ليبدأ من معرفة وتقييم النظرية في خطوطها العريضة ثم إلى الأجزاء والتفاصيل التي تدخل جميعهاً في منهج