الخارجي الذي يراه المواطن ضروريا لتحقيق نهضته، في القوانين والأنظمة وفي المواقف والسلوكيات والقيم السائدة. وعلينا قبل كل شيء أن نجيب على هذا التساؤل: - أي إسلام نريد؟ - وماذا نريد من الإسلام وماذا يريد الإسلام منا؟ وهنا سنجد أنفسنا أمام منعطف صعب وخطير، ولابد في هذه الحالة من أن نحتكم إلى الحق، وأن نستخدم عقولنا بمنطق واقعي وأخلاقي.. كل فرد منا يدعى امتلاك الحقيقة وحده، وكل فرد يستطيع أن يدعم دعواه بالأدلة النقلية والعقلية، وأن يدافع عن الحقيقة التي يؤمن بها، وطالما أننا لا نملك الأدلة القطعية التي تؤكد امتلاكنا للحقيقة فلا خيار لنا في قبول التعددية الفكرية والمذهبية واحترام الآخرين، ولو كان مخالفا لنا في الرأي والمذهب، وتشجيع الحوار الفكري والثقافي لا لأجل إلغاء الآخرين، ولكن لأجل التعايش والتقارب معه وهو الخيار الوحيد لتحقيق السلام بين شعوبنا والدفاع عن مصالحنا. مدى حاجتنا إلى التجديد والتجديد ليس ترفا نسعى إليه، وإنّما هو حاجة وضرورة، لكي يكون فكرنا مواكبا لحركة المجتمع، ومهتمّاً في إغناء رؤيتنا للقضايا المعاصرة، فما نواجهه اليوم من قضايا ليست على وجه اليقين من نوع القضايا التي واجهها فكرنا في القديم وتصدى لها بشجاعة وموضوعية، وناقشها بحرية معتمدا في ذلك على مرتكزاته الفكرية والعقدية، ومصالحه الحيوية التي كان يحافظ عليها، وبفضل هذه المنهجية المؤمنة بالحوار مع الآخر من غير تفريط في الثوابت والمرتكزات أصبح تراثنا غنيا بفكره، متشعبا في قضاياه متسعا في رؤيته.