(325) العقائدي ويترسخ في اطاره المناسب فلسوف يؤدي بالانسان الى المزالق والمآزق واذا يتعرض الانسان الى اختبار عسير ومنعطف خطير فانه يضع هذا الحب على المحك الحقيقي اذ الفارق كبير بين الادعاء والاداء فيتميز ما كان راسخاً بفهم عقائدي أصيل وما هو قد تمخص عن شعور عاطفي عابر وطارىء ولقد لا نستغرب كثيراً من جواب ذلك الرجل الذي لاقى الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) فسأله الامام الحسين عن طبيعة تجاوب اهل الكوفة واستعدادهم للوقوف معه بلحاظ ما وصله من رسائل كثيرة منهم تدعوه الى المجىء واعلان البيعة فأجابه ذلك الرجل بعبارة معبرة وبليغة قائلاً: «قلوبهم معك وسيوفهم عليك» هذه الكلمة القصيرة تكشف عن حقيقة كبيرة وهذا الحب الذى تحول الى شعار بلا شعور وقالب بلا قلب وجوهر. وثمة موقف يعكس الحب المبني على اسس عقائدية واعية وهو موقف احد انصار الامام الحسين وهو عابس الشاكرى الذي كان قلبه وسيفه مع سيده الامام الحسين ذلك عند ما برز ليقاتل دفاعاً عن الحسين واهل بيته تقدم غير مكترث بالحشد الهائل وتدافع خصومه عنه منهزمين ثم رمى سيفه وتقدم راجلاً باتجاه الخندق المقابل بخطوات واثقة وقلب مطمئن وروح وثابة فخاطبه البعض يا عابس هل جننت فأجاب: نعم حب الحسين أجنني، ان اختلال الموازنة بين مقومات الحب واسسه يسهم في تشويه الدين واعطاء المبررات للخصوم والاعداء للطعن بهذا الدين الحنيف فمن يتشبث بظواهر هذا الحب ويتفاعل مع قشوره ثم يتكاسل في السعي الى المحبوب غاية الاساءة. ان الاتكاء على هذا المخزون من العواطف دون الالتزامات الاخرى في الجانب العبادي والعقيدي والمبدئي لم يشفع لصاحبه وينبغي التواصل والتفاعل بتعميق هذاالحب بالسير وفق منهج اهل البيت دون اللجوء الى المغالطات والمفاهيم المخطوءة التي يعتمد