(324) النار ولا على الله لأحد من حجة. من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي، من كان لله عاصياً فهو لنا عدو، ما تنال ولايتنا الا بالعمل الورع» ان محبة الانسان الفاضل الكامل ومودته تستلزم رقيه وصعوده الى سلم الكمال فان الانسان مع من أحب كما يقول الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله). ومن المعلوم ان احداً لو أحب شخصاً من صميم قلبه سعى الى التشبه به في حركاته وسكناته وتحقيق ما يسر ويرضى ذلك في نفسه وذاته وترك ما من شأنه ان يؤدي الى ازعاجه وامتعاضه وعند ما تتجسد هذه الروحية وتتعمق في الانسان فهي بلا أي شك ستحفزه باتجاه سلوك طريق الطاعة واجتناب المعصية دائماً. ان الذي يظهر التعلق لاحد ويتظاهر بمودته ثم يخالفه في مقام العمل والامتثال يفتقد في الحقيقة المحبة الحقيقية. وفى ذلك يقول الامام الصادق كما نسب اليه بيتان من الشعر مؤكداً هذا المعنى: تعصي الاله وانت تظهر حبه هذا لعمري في الفعال بديع لو كان حبك صادقاً لاطعته ان المحب لمن يحب مطيع الحب المراد هو ما تظهر اثاره الفعلية على اقوال وافعال الانسان. ومن الاثار المؤكدة والمجسدة لمحبة النبي وآل بيته الاطهار هو اتباعه العملي وتكريمه والتأسي به لكن ما يمكن التنبيه عليه هو ان يكون اتباع النبى واهله وتكريمهم بعمل مشروع لا بعمل حرام. والحب ما لم يتعمق في فكر الانسان وسلوكه ويتأكد من خلال الفهم ــــــــــــــــــــــــــــ (1)1 ـ اصول الكافي، ج 2، ص 74. (2)2 ـ مجمع الزوائد، ج 10، ص 280.