(284) أما أبوه موسى بن جعفر الذى عرفنا مكانته العلمية، وورعه وتقواه، فانه يشهد له بالعلم، ويرشد الى الأخذ عنه بقوله لأبنائه: هذا أخوكم على بن موسى، عالم آل محمد، فسلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم. الامام محمد بن على الجواد(عليه السلام): أما الامام الجواد(عليه السلام) فهو كآبائه وأسلافه الأطهار فى العلم والزهد والتقى. قال سبط ابن الجوزى: محمد الجواد، وهو محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، وكنيته: أبو عبدالله، وقيل أبو جعفر، ولد سنة خمس وتسعين ومائة، وتوفى سنة مائتين وعشرين، وكان على منهاج أبيه فى العلم والتقى والزهد والجود. (تذكرة الخواص، ص 202). وروى محمد بن عمار قال: كنت عند على بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه ـ يعنى موسى بن جعفر الكاظم ـ اذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن على الرضا المسجد، مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوثب على بن جعفر بلا حذاء ولا رداء، فقبل يده، وعظمه. فقال له أبو جعفر: يا عم اجلس رحمك الله. فقال: يا سيدى كيف أجلس وأنت قائم؟ فلما رجع على بن جعفر الى مجلسه، جعل أصحابه يوبخونه، ويقولون له: أنت عم أبيه، تفعل به هذا الفعل؟ فقال: اسكتوا، اذا كان الله عز وجل ـ وقبض على لحيته ـ لم يؤهل هذه الشيبة وأهل هذا الفتى، ووضعه حيث وضعه، أأنكر فضله؟! نعوذ بالله عما تقولون، بل أنا عبد له. (مدينة المعاجز ص 454). وقال محمود بن وهيب البغدادى الحنفى: محمد الجواد بن على الرضا، كنيته أبو جعفر، ثم قال: وهو الوارث لأبيه علما وفضلا، وأجل اخوته قدرا وكمالا. (جوهر الكلام ص 147).