(281) قال: أيهما أكبر الصلاة أم الصوم؟ قلت: الصلاة، قال: فلم وجب على الحائض أن تقضى الصوم، ولا تقضى الصلاة؟ أيقاس ذلك؟ قلت: لا. قال: فأيهما أضعف المرأة أم الرجل؟ قلت: المرأة، قال: فلم جعل الله للرجل سهمين فى الميراث وللمرأة سهما؟ أيقاس ذلك؟ قلت: لا. قال: وقد بلغنى أنك تقرأ آية من كتاب الله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم).. أنه الطعام الطيب والماء البارد فى اليوم الصائف. قلت: نعم. قال: لو دعاك رجل وأطعمك وسقاك ماء باردا، ثم امتن عليك. ما كنت تنسبه اليه؟ قلت: البخل. قال: أفبخل علينا؟ قلت: فما هو؟ قال: حبنا أهل البيت. ثم تناول أبو حنيفة الطعام مع الامام الصادق، فرفع الامام يده حمداً لله، ثم قال: اللهم هذا منك ومن رسولك.. قال أبو حنيفة: يا أبا عبدالله أجعلت مع الله شريكا؟ قال الامام: ان الله يقول فى كتابه: (وما نقموا الا أن أغناهم الله ورسوله من فضله)، فقال أبو حنيفة: لكأنى ما قرأتها قط فى كتاب ولا سمعتها الا فى هذا الموقف. وانقطع أبو حنيفة الى مجالس الامام طول عامين قضاهما بالمدينة، وفيهما يقول: (لولا العامان لهلك النعمان) وكان لا يخاطب الامام الصادق الا بقوله: جعلت فداك يا ابن بنت رسول الله. جابر بن حيان: وتتلمذ على يد الامام الصادق العالم الكيميائى جابر بن حيان والمؤرخون متفقون على تلمذته للامام، وعلى صلته أو تأثره به فى العلم والعقيدة.. وينقل ابن النديم قوله: (ألفت ثلاثمائة كتاب فى الفلسفة وألفا وثلاثمائة رسالة فى صنائع مجموعة، وآلات الحرب، ثم ألفت فى الطب كتابا عظيما.. ثم ألفت كتبا صغارا