(279) عبدالله بن المبارك: ويجىء امام خراسان عبدالله بن المبارك وهو امام فقه، وبطل معارك، تتلمذ للامام الصادق زمانا ولأبى حنيفة، فتعلم ما جعله يخفى بطولاته فى الفتوح وهو القائل فى حق الامام الصادق: أنت يا جعفر فوق الـ مدح والمدح عناء انما الأشراف أرض ولهم أنت سماء جاز حد المدح من قد ولدته الأنبياء لولا العامان لهلك النعمان: أما أبو حنيفة النعمان امام الفقه فكان له حال عجيب ومواقف غريبة مع الامام، حيث يقول أبو حنيفة: قال لى الخليفة أبو جعفر المنصور: يا أبا حنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له من المسائل الشداد، فهيأ له أربعين مسألة، والتقى الامامان بالحيرة فى حضرة المنصور، ويقول أبو حنيفة فى اللقاء: أتيته فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلما بصرت به دخلتنى الهيبة لجعفر الصادق بن محمد ما لم يدخلنى لأبى جعفر المنصور، فسلمت عليه، وأومأ فجلست، ثم التفت اليه، وقال: هذا أبو حنيفة، قال: نعم، ثم التفت الى وقال: يا أبا حنيفة ألق على أبى عبدالله من مسائلك، فجعلت ألقى عليه فيجيبنى، فيقول أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعنا، وربما تابعهم، وربما خالفنا جميعا، حتى أتيت على الأربعين مسألة. ثم قال أبو حنيفة، ان أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس. ويقول أبو حنيفة جئت الى المدينة واستأذنت عليه فحجبنى. وجاء قوم من