(278) كافة، وكانت له فى مجابهة الخليفة مواقف لا يمل الحديث عنها. مالك بن أنس: وكان من تلاميذ الامام الصادق امام المدينة مالك بن أنس الذى وصف مجلس الامام الصادق بقوله: كنت أرى جعفر بن محمد، وكان كثير الدعابة والتبسم، فاذا ذكر عنده النبى اخضر واصفر. ولقد اختلفت اليه زمانا فما كنت أراه الا على الطهارة ولا يتكلم فيما لا يعنيه. وكان من العلماء والعباد والزهاد الذين يخشون الله. وما رأيته قط الا ويخرج وسادة من تحته ويجعلها تحتى. لقد كان الامام مالك يجد ريح الرسول فى مجلس ابن ابنته.. ويحس، أو يكاد يلمس، شيئا ماديا، يتسلسل من الجد لحفيده، وأشياء غير مادية تملك اللب والقلب، فالرؤية متعة والسماع نعمة، والجوار ـ مجرد الجوار ـ تأديب وتربية.. وفى كل أولئك طرائق قاصدة الى الجنة. وكان من تلاميذ الامام الصادق المحدثون العظماء.. يحيى بن سعيد محدث المدينة، وابن جريج وابن عيينة محدثا مكة.. وابن عيينة هو المعلم الأول للشافعى فى الحديث. عمرو بن عبيد: ويجيء للمناظرة عمرو بن عبيد زعيم المعتزلة، الذى لم يضحك أبو حنيفة طول حياته بعد أن قال له عمرو ـ اذ ضحك مرة فى ابان مناظرته ـ: يا فتى تتكلم فى مسألة من مسائل العلم وتضحك ؟ ! والذى يبلغ من وقاره أن يراه الرائى فيحسبه أقبل من دفن والديه. فاذا انتهى الكلام قال عمرو للامام: هلك من سلبكم تراثكم ونازعكم فى الفضل والعلم.