(277) نورها الا كل قمر، هو فرع من فروع الدوحة المحمدية.. وغصن من أغصان شجرة الأصل النورانية. فى مجلسه تتلمذ ـ كما يقول أرباب الاحصاءات ـ أربعة آلاف من الرواة وكتب عنه أربعمائة كاتب كلهم يقول: قال جعفر بن محمد. فأى مجلس كان ذلك المجلس؟ تتراءى فيه أشياء من رسول الله (صلى الله عليه وآله)بعضه مادى يجرى فى أصلاب رجل بعد رجل، وبعضها معنوى يتراءى فى معانيه وفحوى مقولاته لكل هؤلاء.. وليس بالمجلس لجاجة ولا حجاج عقيم.. يقول لتلاميذه: من عرف شيئاً قل كلامه فيه.. وانما سمى البليغ بليغاً لأنه يبلغ حاجته بأدنى سعيه. سفيان الثورى: دخل عليه سفيان الثورى وقال: علمنى يا ابن رسول الله مما علمك الله. قال: يا ثورى خذ عنى ثلاثاً: 1 ـ اذا أردت النعمة فأدم شكرها لأن الله تعالى يقول: (لئن شكرتم لأزيدنكم) (ابراهيم: 7). 2 ـ اذا استبطأت رزقك فأكثر من الاستغفار لأن الله تعالى يقول : (فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) (نوح: 10 ـ 12). 3 ـ واذا حزبك أمر.. أى شغلك فأكثر من قول: (لا حول ولا قوة الا بالله) فانها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة. قال الثورى: هذه ثلاث.. وأى ثلاث؟ والثورى هو مضرب الأمثال فى عصره فى الورع والسنن والفقه، للعراق