(276) وله على الأكابر منهم فضل خاص، فقد كان أبو حنيفة يروى عنه ويراه أعلم الناس باختلاف الناس، وأوسع الفقهاء احاطة، وكان الامام مالك يختلف اليه دارسا راويا، وكان له فضل الأستاذيه على أبى حنيفة ومالك، فحسبه ذلك فضلا، ولا يمكن أن يؤخر عن نقص، ولا يقدم غيره عليه عن فضل، وهو فوق هذا حفيد على زين العابدين الذى كان سيد أهل المدينة فى عصره، فضلا وشرفاً وديناً وعلماً، وقد تتلمذ له ابن شهاب الزهرى، وكثيرون من التابعين، وهو ابن محمد الباقر الذى بقر العلم ووصل الى لبابه، فهو ممن جمع الله تعالى له الشرف الذاتى والشرف الاضافى بكريم النسب، والقرابة الهاشمية والعترة المحمدية. وكان عمرو بن المقدام يقول: اذا نظرت الى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين. ووصفه المؤرخ الشهير اليعقوبى بقوله: وكان أفضل الناس وأعلمهم بدين الله، وكان أهل العلم الذين سمعوا منه اذا رووا عنه قالوا أخبرنا العالم. (تاريخ اليعقوبى ج 2 ص381). وهذا قبس من تعريف العلماء والرواة والمحدثين وشهاداتهم تكشف عن مقام أهل البيت (عليهم السلام) وموقعهم العلمى والايمانى الفريد. كان الامام جعفر الصادق من رجال التصوف، وكان واحداً من رجال السلسلة الذهبية.. وهى السلسلة المتصلة من مدينة العلم (صلى الله عليه وآله)، إلى بابها الأعظم سيدنا على كرم الله وجهه..الى سيد شباب أهل الجنة..وسيد الشهداء الامام الحسين.. الى الامام على زين العابدين الى ولده الامام محمد الباقر الى الامام جعفر الصادق، الى أن تلتقى مع السلاسل الأخرى. فالامام الصادق سلطان دولة العارفين، وكعبة يقصدها أقطاب المرشدين والمسترشدين.. وبحراً لكنه ما حوى غير الدرر.. وشمساً ولكن لم يستفد من