مقدمة اختلفت وجهات النظر وتباينت حول طبيعة الإستشراق وبدايته وحقيقة وظيفته وأغراضه، وقد تعّددت الآراء والأقوال بخصوص ذلك مابين مادح من الباحثين والكتّاب وقادح، حتّى آل الأمر أن اختلفوا في تعريفه اصطلاحاً ولم يحظ باتفاقهم البتة. تعريفه: لكن أيّاً كانت التعريفات فإن «الإستشراق» لفظة مستحدثة الاستعمال في اللغة العربية، وبالتحديد في القرن التاسع عشر، حيث اتخذها اللبنانيون للدلالة على «علم جديد» أقبل عليه الغربيّون بدراستهم الشعوب الشرقية، وسمّوا أربابه بـ «المستشرقين». وأمّا صيغة «الاستشراق» فهي استفعال من الشرق، وهي إشارة إلى مايقوم به هؤلاء من طلب معرفة الشرق في مختلف شؤونه وأحواله([155]). ولعلّ الباحث الإسلامي الأستاذ مالك بن نبي خير من حدّد هؤلاء بتعريف واضح حيث قال: إنّنا نعني بالمستشرقين: الكتّاب الغربّيين الذين يكتبون عن الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية([156]). وأمّا من وجهة نظر الغربيّين فقد تطرّق الباحث الفرنسي «مكسيم رودنسون» إلى ناحية أخرى تتعلّق بمولد الاستشراق، وظهور لفظة «الاستشراق» فقال: وقد ظهرت كلمة "orientalism"وتعني الاستشراق في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1838م([157]).