فإن احتلال سيناء المصرية والجولان السورية وبقية فلسطين سنة 1967م; هو لون آخر من هذا الصراع. وإن اجتياح الصهاينة للبنان سنة 1928م - والإبقاء على جنوبه محتلاً - هو لون من هذا الصراع. وإن إثارة حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران; الجارتين المسلمتين الشقيقتين; لاستنزاف قدراتهما العسكرية والاقتصادية - كما سبق أن ذكرنا - هو لون آخر من هذا الصراع، لأن البصمات الصهيونية كانت ظاهرة في التحريض على تلك الحرب. وإن إثارة حرب الخليج الثانية، واشتراك الطيران الصهيوني فيها; وما حشده الأمريكان لممارساتهم العدوانية يومئذ - هو لون آخر من هذا الصراع. وإن الحصار الذي فُرض على الشعوب العربية في العراق وفي ليبيا وفي السودان - وانتحال الأعذار المجوجة لهذا الحصار - هو لون آخر من هذا الصراع. وإن التحرش بالجمهورية الإسلامية في إيران; والوقوف في وجه تطوير قدراتها العسكرية، وعرقلة تنمية مواردها الاقتصادية، ومجابهتها في الميادين السياسية الدولية; هو لون بارز من هذا الصراع. وإن الحلف الذي أقيم أخيراً بين الكيان الصهيوني وبين النظام الحاكم في تركيا، هو لون آخر من هذا الصراع، لأن الأهداف المعلنة والخفية من هذا الحلف; تشير إلى أنه إنما أقيم ليخدم المصالح الصهيونية والصليبية ضد البلاد العربية والإسلامية. وهكذا تتعدد ساحات الصراع بين الحلف الصليبي الصهيوني الإلحادي; وبين شعوب الأُمة الإسلامية; التي تستقبل القرن الميلادي القادم; وهي تخوض هذا الصراع في مختلف الميادين. فهل ترصُّ الأُمة صفوفها، وتُجرّد سيوفها; لتنتصر في هذا الصراع؟! هذا ما نصبوا إليه; ونرجو أن تجتمع أمتنا عليه.