الأدب الهادف وغير ما ذكر، فإن ثمة روافد فكرية أخرى ساعدت على خلق جو ثوري ضد الاحتلال البريطاني للعراق، منها: الشعر بشقيه القريض والعامي، ولكن الشعر العامي والهوسات كان أثره أعظم في النفوس لاسيما في أوساط العشائر في الفرات الأوسط والجنوبي، وكذلك كان للأدب والنثر، الذي كان يُلقى في المهرجانات والاحتفالات، أو ينشر في المجلات والجرائد أثره الفعال في تجنيد الطاقات وشحذ الهمم لمواجهة الغزو العسكري والثقافي القادم من الغرب الكافر. هذه المواجهة التي أطلق شرارتها الأولى علماء الدين الشيعة من خلال قيادتهم لطلائع المجاهدين، وكذلك قصائدهم ومواعظهم الرنانة التي الهبت النفوس حقداً وغيظاً على الغزاة الطامعين. ولا يخفى «ان المضمون الإسلامي الذي حملته الثورة لم يتمثل فقط في الدور القيادي البارز للعلماء فحسب، وإنما في الأهداف والأفكار السياسية التي انطلقت على أساسها مقاومة الإنجليز، حيث ارتبطت المقاومة من أجل التحرر والاستقلال، بالدفاع عن الإسلام والمسلمين ضد إحدى الدول الأوربية المعادية، ولعل مضمون القصيدة التي نضمها الشيخ جواد الجواهري في سجن بغداد، بعد ان حكم عليه بالإعدام، هي احدى التعبيرات عن ذلك»([57])، والذي يقول في بعض أبياتها: