ـ(444)ـ في شؤونها العامة لتحديد الأعداء من الأصدقاء، رسم سلم الأولويات في التوجه العام، وإيجاد التكتل الكبير الموحد لخوض القضايا كافة.. ومع الحكمة الكبيرة للولي، المدرك لخصوصيات الدولة والجماعات، وترك الهامش الذي يساعدها في حركتها وظروفها، فإن بالإمكان الاقتراب من العناوين العامة المطروحة كأساس لوحدة المسلمين، وتبنيّها، والدفاع عنها، دون الوقوف عند عقدة الشكل وجعله سببا للتمايز والتباعد، ومحاولة تغيير الشعارات والمفردات لإبراز الخصوصية. وأي شكل يعتمد يجب ان يأخذ بعين الاعتبار الأهداف الإسلامية الواحدة: وحدة المسلمين تحرير القدس مواجهة الاستكبار... وأي شكل يعيق تحقيق هذه الأهداف يصبح عبئا، بل خطرا، على تحقيق الإسلام المحمدي الأصيل، مما يعني الموافقة على المرونة في أشكال التحرك، والتوقف عند تحقيق الأهداف. ومن الطبيعي ان يكون التفاعل والتعاون أكبر كلما اقتربنا من الأهداف المشتركة. ومع الانسجام في الارتباط بقيادة الولي الفقيه، يحصل تبادل وعون وتوجيه واستفادة أكبر مما لو وجدت هوامش كثيرة وخصوصيات نافرة. ولا يمكن المحاسبة في دائرة الوحدة على قاعدة التمايز في الشكل إلى حد الاستثناء، ثم تكون المطالبة بالمعاملة المشابهة لمن الغى مفردات التمايز وعاش حالة الاندماج أو التفاعل العملي. ولنبعد ساحتنا عن إطار التعصب للشخص أو الحزب أو المؤسسة... فهذه وسائل لتحقيق الأهداف، ومهما تنوعت الأساليب فان ضمانتها الكبرى هي الاجتماع حول القيادة الواحدة للولي الفقيه، ويقف توجيهاتها وأوامرها؛ والحد الأدنى يمكن ان يتحقق عند الانسجام مع التوجهات العامة والأولويات المطروحة من قبل هذه القيادة مع قدر من التنسيق الذي يساعد في الاستفادة من تنوع الطاقات والمواقع.