ـ(371)ـ 4ـ المعيار في سلامة النظام الإسلامي ليس ديمقراطيته، وليس نجاحه المادي أو عصريته بالمعنى الوضعي للعصرية، بل المعيار في سلامته يمكن في مقدار أدائه للتكليف الرباني، والتزامه بمبادئ الإسلام وشرع الله تعالى. فالديمقراطية التي هي مجرد صغية بشرية، لا يمكن ان تكون معياراً في تقييم نظام الهي متكامل، بل وفي تقييم أي فكر أو نظام اجتماعي بشري آخر، فالديمقراطية لا يمكن ان تكون خصماً وحكماً ومعياراً. إنّما المعيار ـ على وفق المقاييس البشرية ـ هو ما يمنحه كل نظام من حقوق وحريات وسعادة(دنيوية) للبشرية. 5 ـ النظام الإسلامي يجمع بين أصالة النظرية والتشريع، وبين عصرية الآليات والأساليب الفنية وهو افضل تعبير عن إمكانية الشرعية الإسلامية على استيعاب متطلبات العصر، والاستجابة لحاجات الإنسان الجديد، ومنحه النظام الاجتماعي الأفضل، الذي يحقق لـه سعادة الدنيا والآخرة، وبذلك فإن مضامينه وأساليبه وتوازنه، ودور الأمة فيه، لا ترقى إليه أعظم الديمقراطيات في تاريخ البشرية وواقعها، حتى بالمقاييس البشرية السائدة(83).