ـ(350)ـ ويمكن التعرف على دور الأمة في النظام السياسي الإسلامي، أو ما يعرف بالمشاركة السياسية للشعب، من خلال المخطط التالي: مجالات افتراق الديمقراطية عن النظام الإسلامي مثلما تشترك الديمقراطية مع الإسلام ـ على مستوى النظام السياسي ـ في كثير في المجالات، ولاسيما في مجال آليات استخدام السلطة، فإن هناك الكثير أيضا من نقاط الافتراق والتقاطع، وخاصة الفوارق الأساسية في المنطلقات والمباني الفكرية، وفي مقدمتها بشرية النظام الديمقراطي، وكونه مجرد تجربة بشرية في أفكاره ومضامينه وأساليب تطبيقه، في حين ان النظام الإسلامي الهي المحتوى والأفكار وكثير من ممارسات ومن هذا الفارق تتفرع العديد من الفوارق الأخرى، كسيادة الشعب وكونه مصدر شرعية الحكومة في النظام الديمقراطي وسيادة الدين في النظام الإسلامي، ودنيوية أهداف النظام الديمقراطي، والمشرع في النظام الإسلامي هو الله تعالى ودور نواب الشعب يتلخص في التقنين فيما يعرف بـ "مناطق الفراغ" في التشريع، ثم تدخل الدين في تحديد موقع رئيس الدولة ومواصفاته في النظام الإسلامي، وعدم سماح النظام الديمقراطي للدين في أي تدخل في ذلك، وهكذا الحال مع أساس تقسيم الشعب، وغيرها. وفيما يلي نتوقف عند هذه النقاط بشيء من التفصيل: 1 ـ السيادة: السيادة أو الحاكمية في المفهوم الإسلامي هي لله تعالى بالمطلق، ويصطلح عليها عقائديا الولاية، وهي على قسمين: تكوينية، وتتجسد في سيادة الله تعالى على الكون أو على عالم الخلقة أجمع. وتشريعية وهي سيادة الله تعالى وولايته على الإنسان وعمله، وتتجلى في التشريع، وينفذها الإنسان من خلال ولايته النسبية على عمله