ـ(229)ـ والدعوة إلى القناعة والكفاف والزهد في الأموال والاقتصاد في الأنفاق على النفس، والنهي عن الطمع والحرص والبخل والتبذير، والنهي عن الربا والغش في المعاملات الاقتصادية، وعن الغصب وأكل أموال الناس بالباطل، لكي تكون علاقات الإيثار والإحسان هي الحاكمة على سلوك الرعايا، وكما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:(ما آمن بالله من شبع وأخوه جائع، ولا آمن بالله من اكتسى وأخوه عريان)(1). وحينما يستطيع الحاكم أن يشيع هذه المفاهيم والقيم بين رعاياه فانّ التفكير بتحقيق التوازن سيكون مقدساً لدى الجميع، ويشعر كل من الغني والفقير بروح الاخوة والرباط المقدس بينهما. 2 ـ إشباع حاجات المستضعفين: من واجبات الحاكم الإسلامي تهيئة العمل لكل قادر عليه والقضاء على جميع ألوان وأنواع البطالة، ومن واجبه أن يقوم بإشباع حاجات الفقراء والمستضعفين ومن لا يقدرون على مزاولة الأعمال، كتب الإمام علي عليه السلام إلى عامله على مكة:(... وانظر إلى ما اجتمع عندك من مال الله فاصرفه إلى من قبلك من ذوي العيال والمجاعة مصيباً به مواضع الفاقة والخلاّت، وما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسمه فيمن قبلنا)(2). وكتب إلى بعض عمّاله على الصدقة:(وإنّ لك في هذه الصدقة نصيباً مفروضاً وحقاً معلوماً، وشركاء أهل مسكنة، وضعفاء ذوي فاقة... فوَفِّهم حقوقهم. وبؤسى لمن خصمه عند الله الفقراء والمساكين والسائلون والمدفوعون والغارمون وابن السبيل)(3). ومن واجب الحاكم أن يقضي دَيْن المَدين، قال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم(ما من غريم ذهب بغريمه إلى وال من ولاة المسلمين، واستبان للوالي عسرته إلاّ برئ هذا المعسر من دَينهِ، ___________________________ 1ـ مكارم الأخلاق 153. 2ـ نهج البلاغة 457. 3ـ نهج البلاغة 382.