ـ(194)ـ الشورى في عهد الجمهورية الإسلامية الإيرانية: طبقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مبدأ الشورى في كل مجالات الحياة وكانت الشورى هي الحاكمة على أغلب مقررات القيادة العليا أو رئاسة الجمهورية وكان للشعب الدور الأكبر في المشاركة في أغلبها ففي بداية الانتصار شارك الشعب في تحديد نوعية النظام الذي يريده في انتخابات مرّة اختار من خلالها النظام الإسلامي بأكثر من 99 % من الأصوات. واشترك الشعب في انتخابات رئاسة الجمهورية وفي اختيار أعضاء مجلس الشورى، وفي تحديد أعضاء مجلس الخبراء، ومجلس صيانة الدستور، وللتأكيد على الشورى أوردها الدستور في اليمين الذي يقسم به رئيس الجمهورية بأن يحترز من الاستبداد كما جاء في المادة 121، ونصت المادة السادسة والسبعون على ان: لمجلس الشورى حق التحقيق والفحص في كل شأن من شؤون البلاد، والمادة السابعة والسبعون نصت على وجوب مصادقة مجلس الشورى على المواثيق والمقاولات والمعاهدات والاتفاقات الدولية، وفي الواقع العملي كان الإمام الخميني t كثير الاستشارة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وكذلك الإمام الخامنئي(حفظه الله) ورئيس الجمهورية، وكانت الشورى هي الحاكمة على مواقفهم المتنوعة فلم ينفردوا بالرأي إلاّ في المجالات الضرورية وكان انفرادهم محددًا جدّاً، والشورى لها امتداد في كل بقعة جغرافية في إيران، فهنالك شورى في النواحي والأقضية والمحافظات على هيئة مجالس إضافة إلى مجلس الشورى الوطني الذي يضم في صفوفه أعضاءاً من مختلف الأديان والمذاهب،الجلسات التي يعقدها تكون علنية وتبث من أجهزة الأعلام المختلفة، وإضافة إلى كل ذلك ان مكاتب القائد أو رئيس الجمهورية تستقبل اقتراحات وآراء المواطنين مباشرة أو عبر الرسائل أو عن طريق أعضاء مجلس الشورى أو أئمة الجمعة.