ـ(110)ـ انقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة(رواه أحمد في المسند). فرسالة الإسلام التي قادها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لا تنتهي بوفاته، ولا تزال طائفة من أمته ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله. فظهرت الحركات الإسلامية في أنحاء العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه التي تدعو إلى الإسلام بكامله وشاملة من الإقرار بالشهادتين إلى وجوب إقامة الحكومة الإسلامية، وطلعت الصحوة الإسلامية في كل مكان من العالم، وتفضحت انحرافات الأديان كلها إلا الإسلام، وفشلت الأيديولوجيات والنظريات العلمانية، وأقربها وفاة الاتحاد السوفيتي وإفلاس الغرب، وشعر المسلمون الواعون بحماسة أقوى. وقاموا بدعوة الناس إلى دين الله بتقديم المشاريع الإسلامية وإقناع الناس إليها بالبراهين والحجج بواسطة الأحزاب الإسلامية وجماعاتها ومؤسساتها. فكل ما في الإسلام يدل على أنه لم يكن إلا لحمل هدف رسالته وتحقيقها فأقدم لهذا المؤتمر على حسب موضوعه: الحكومة من وجهة نظر المذاهب الإسلامية باختيار البحث المختصر المتواضع، في أهداف الحكومة الإسلامية عسى أن يساعدني الاخوة في الله الأعزاء بتفاصيل وإضافات تساعد العاملين في الحقل الإسلامي لتوعية المسلمين نحو ضرورة إعادة الحكومة الإسلامية من جديد. أهداف الحكومة الإسلامية: إنّ كل ما في الإسلام من أهداف تؤدي إلى سعادة الناس في الدارين لأنه من عند الله رب العالمين. وهو الخالق العزيز الحكيم الرؤوف الرحيم. وللحكومة الإسلامية التي هي جزؤ لا يتجزأ من تعاليمه أهداف واضحة مقررة من الكتاب والسنة. ولكي نكون على بينة منها يجب ان نقف عند النصوص، فمنها قولـه تعالى: