ـ(109)ـ P m فإن وجوب نصب الخلافة أو إقامة الدولة الإسلامية أو الحكومة الإسلامية أمر لا خلاف فيه بين المسلمين منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلم إلى يومنا هذا بعد اختلافهم في الأمور الفرعية إلا من شذ وشذ في النار. وقدموا هذا الأمر قبل اختلافهم في فروعه حيث قامت الدولة الإسلامية وطبقت شريعته فيها، وانتشر هذا الدين مهما انحرفت الشخصيات في الفترات المتعددة، مما يدل على أن نصب الخلافة وإقامة الدولة الإسلامية ما هو معلوم من الدين بالضرورة عند المسلمين في تلك الفترات. إلا في العصر الذي تأثر فيه المسلمون بالغزو الفكري الخطير بعد سيطرة الاستعمار على بلادهم وجعلت الفكرة العلمانية التي تفصل بين الدين والسياسية أقصر طريق إلى الردة، من بينها وأهمها نسيانهم وجوب إقامة الدولة الإسلامية التي تقوم بواجب إقامة الدين وسياسة الدنيا به، ثم بعد ذلك ألغيت الشريعة الإسلامية شيئاً فشيئاً إلا ما بقي من الأحكام الشخصية العينية، مصداقا لقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما