إنها ظاهرة انتقلت إلى المنهج النقدي الذي كان ينبغي أن يكون علمياً نزيهاً، فجعلت منه فناً جديداً من فنون الطائفية، وطريقاً جديداً لظهورها! ولعل أبرز عيوب هذه الدراسات النقدية، مايلي: 1 ـ اعتمد بعضها التصنيف المذهبي الطائفي للتفاسير، بدلاً من التصنيف على أساس الطبقات، أو على أساس المناهج المعتمدة في التفسير. مثال ذلك: كتاب (التفسير والمفسرون) للشيخ محمّد حسين الذهبي. 2 _ حين اعتمد بعضها التصنيف على أساس المناهج المعتمدة في التفسير، عاد فحصر الدراسة في تفاسير طائفة واحدة من طوائف المسلمين وهي طائفة أهل السنة مثال ذلك: (كتاب تطوير تفسير القرآن) للدكتور محسن عبد الحميد. بملاحظة أن جل الدراسات النقدية في هذا الفن قام بها أساتذة من هذه الطائفة، والحق أني بحدود اطلاعي لم أقف على دراسة نقدية تتسمم بالشمول لأحد من الأساتذة الشيعة باستثناء دراسة الدكتور محمّد حسين علي الصغير في كتابه (المبادئ العامة لتفسير القرآن) وقد سلك فيه هذا الأسلوب، فدرس المناهج ولم ينظر إلى الطوائف. وانه ينبغي لأجل الأمانة وإتمام الدقة أن يقال: إنّ الدكتور محمّد حسين علي الصغير قد كان موفقاً جداً في كتابه هذا في قهر النزعة الطائفية ونسفها إلى الوراء حين قد عرضاً متزناً موضوعياً دقيقاً تحكمت فيه النظرة العلمية وحدها فلم تدع للبعد الطائفي موضع قدم، فدرس التفاسير على اختلافها دراسة علمية لا ميل فيها لطائفة ولا تحامل على أخرى. وإني لا رجو أن يعتني مجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة بهذا الكتاب فهو تجربة ناجحة ورائدة على هذا الطريق. 3 ـ حين عنى بعضهم بدراسته التفاسير لدى طبقة واحدة من طبقات المفسرين،