[ 517 ] (قصص الراوندي) باسناده الى ابي جعفر عليه السلام قال: كان في بني اسرائيل عابد يقال له جريح وكان يتعبد في صومعته، فجاءته امه وهو يصلي فدعته فلم يجبها فانصرفت، ثم اتته ودعته فلم يجبها ولم يكلمها، فانصرفت وهي تقول اسأل إله بني اسرائيل ان يخذلك. فلما كان من الغد جاءت فاجرة وقعدت عند صومعته فأخذها الطلق، فادعت ان الولد من جريح. ففشا في بني اسرائيل ان من كان يلوم الناس على الزنا، فقد زنى، وامر الملك بصلبه، فأقبلت امه إليه تلطم وجهها، فقال لها: اسكني، انما هذا لدعوتك، فقال الناس لما سمعوا بذلك منه: وكيف لنا بذلك ؟ قال: هاتوا الصبي فجاؤوا به فأخذه، فقال من ابوك ؟ فقال فلان الراعي لبني فلان. فأكذب الله الذين قالوا ما قالوا في جريح، ان لا يخالف امه بل يخدعها ابدا. وفيه عنه عليه السلام قال: كان في بني اسرائيل رجل وكان له بنتان فزوجهما من رجلين، واحد زارع وآخر يعمل الفخار، ثم انه زارهما، فبدأ بامرأة الزارع، فقال لها: كيف حالك ؟ فقالت قد زرع زوجي زرعا كثيرا، إن جاء الله بالسماء فنحن في احسن بني اسرائيل حالا. وذهب الى الاخرى، فسألها عن حالها فقالت قد عمل زوجي فخارا كثيرا، فان امسك الله السماء عنا فنحن احسن بني اسرائيل حالا. فانصرف وهو يقول: انت لهما. وفيه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان في بني اسرائيل رجل يكثر ان يقول: الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، فغاظ ابليس ذلك. فبعث إليه شيطانا فقال: قل العاقبة للأغنياء، فجاءه، فقال ذلك فتحاكما ان من طلع عليهما، على قطع يد الذي يحكم عليه. فلقيا شخصا، فاخبراه بحالهما، فقال العاقبة للأغنياء فقطع يده. فرجع وهو يحمد الله ويقول: العاقبة للمتقين، فقال له تعود ايضا، فقال نعم على اليد الاخرى فخرجا. ________________________________________