[ 513 ] واسمعوا كلامي فان يكن لي مخرج مما ارتكبت وإلا فشأنكم. فاجتمعوا فقال لهم هل علمتم ان الله عز وجل لم يخلق خلقا اكرم عليه من ابينا آدم وامنا حوا ؟ قالوا صدقت ايها الملك، قال أفليس زوج بنيه بناته وبناته من بنيه ؟ قالوا صدقت ايها الملك هذا هو الدين فتعاقدوا على ذلك. فمحى الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب، فهم الكفرة يدخلون النار بغير حساب والمنافقون اشد حالا. فقال الأشعث والله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت الى مثلها ابدا. (الاحتجاج) في خبر الزنديق الذي سأل الصادق (ع) عن المجوس: ابعث الله إليهم نبيا، فقال ما من امة إلا خلا فيها نذير، قال الزنديق افزرادشت ؟ قال (ع) ان زرادشت أتاهم بزمزمة و ادعى النبوة فآمن منهم قوم وجحد قوم فأخرجوه فأكلته السباع في برية من الارض. قال: فاخبرني عن المجوس كان اقرب الى الصواب في دهرهم ام العرب ؟ قال العرب في الجاهلية كانت اقرب الى الدين الحنيفي من المجوس. وذلك ان المجوس كفرت بكل الانبياء وجحدت كتبها وانكرت براهينها ولم تأخذ بشيء من سننها، وان كيخسرو ملك المجوس في الدهر الأول قتل ثلاثمائة نبي وكانت المجوس لا تغتسل من الجنابة، والعرب كانت تغتسل، والاغتسال من خالص الحنفية، وكانت المجوس لا تختتن، وهو من سنن الأنبياء، وأول من فعل ذلك ابراهيم خليل الله عليه السلام، وكانت المجوس لا تغسل امواتهم ولا تكفنهم، و كانت العرب تفعل ذلك، وكانت المجوس ترمي موتاهم في الصحاري والنواويس والعرب تواريها في قبورها وتلحدها، وكانت المجوس تأتي الامهات وتنكح البنات والاخوات وحرمت ذلك العرب، وانكرت المجوس بيت الله الحرام و سمته بيت الشيطان، والعرب كانت تحجه وتعظمه وتقول بيت ربنا وتقر بالتوراة والانجيل وتسأل اهل الكتاب وتأخذ، وكانت العرب في كل الاسباب اقرب الى الدين الحنيف من المجوس. قال: فاحتجوا باتيان الاخوات انها سنة آدم ________________________________________