[ 26 ] الباب الاول في قصص آدم وحواء واولادهما وفيه فصول: الفصل الاول (في فضلهما والعلة في تسميتهما وبدؤ خلقهما وسؤال الملائكة في ذلك) قال الله تعالى (واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون. وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. قال يا آدم انبئهم باسمائهم فلما انبأهم بأسمائهم قال ألم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون). (اقول) الخليفة من ينوب عن غيره والهاء للمبالغة وهذه الاية وما بمعناها دالة على ان الغرض والمقصود من خلق آدم عليه السلام ان يكون خليفة في الارض لمن تقدمه من الجان وليس المقصود من خلقه ان يكون في الجنة، نعم كان الاولى به الا يفعل ما فعل وينزل من الجنة عزيزا كريما على خلع الجنة وعلى زوجته ثياب حور العين والملائكة يزفونه ويسجدون له في الجنة. واما قول الملائكة اتجعل فيها فهو تعجب اما من ان يستخلف لعمارة الارض واصلاحها من يفسد فيها، واستكشاف عما خفي عليهم من الحكمة التى غلبت تلك المفاسد واستخبار عما يزيح شبههم وليس باعتراض على الله ولاطعن في بني آدم وعلى وجه الغيبة كما توهمه من جوز الذنوب على الملائكة فانهم اجل و أعلى من ان يظن بهم ذلك. وانما عرفوا ذلك باخبار من الله أو تلق من اللوح المحفوظ ________________________________________