[ 23 ] جعفر وكان حاضرا المجلس فتبعتهما فقال له المأمون كيف رأيت ابن أخيك فقال عالم ولم نره يختلف الى أحد من أهل العلم، فقال المأمون ان ابن أخيك من أهل بيت النبي الذي قال فيهم: ان ابرار عترتي وأطائب ارومتي احلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا لا تعلموهم فانهم أعلم منكم لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلال. وانصرف الرضا (ع) إلى منزله فلما كان من الغد غدوت إليه واعلمته ما كان من قول المأمون وجواب عمه محمد بن جعفر له فضحك (ع) ثم قال يا علي بن الجهم لا يغرنك ما سمعته منه فانه سيغتالني والله ينتقم لي منه. (قال الصدوق) هذا الحديث عجيب من طريق علي بن محمد بن الجهم مع نصبه وبغضه وعداوته لأهل البيت عليهم السلام. (أقول) هذا ليس بعجيب لأن الله سبحانه يجري الحق لأوليائه على السنة اعدائه في كثير من الاحوال وفي أغلب الازمان. (وفي كتاب الخصال) مسندا الى الاشعري رفعه الى أبي عبدالله (ع) قال ثلاث لم يعر منها نبي فمن دونه الطيرة و الحسد والتفكر في الوسوسة في الخلق. (قال الصدوق) ومعنى الطيرة في هذا الموضع هو ان يتطير منهم قومهم فاما هم (ع) فلا يتطيرون وذلك كما قال الله عزوجل في قوم صالح (قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله) وكما قال آخرون لانبيائهم (انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم..) الآية. واما الحسد في هذا الموضع هو ان يحسدوا لا انهم يحسدون غيرهم وذلك كما قال الله عزوجل ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما. واما التفكر في الخلق فهو بلواهم (ع) باهل الوسوسة لا غير ذلك كما حكى الله عنهم من الوليد بن المغيرة المخزومي انه فكر وقدر فقتل كيف قدر يعني قال للقرآن ان هذا الا قول البشر. (اقول) ما ذكره من التأويل حسن الا ان في الكافي وغيره تتمة للحديث لا يحتمله وهي لكن المؤمن لا يظهر الحسد، ومن ثم حمل جماعة من اهل الحديث على ما هو اعم من الغبطة أو ان القليل منه إذا لم يظهر ليس بذنب والطيرة هي التشائم ________________________________________