[ 22 ] لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقوله عزوجل (ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا). قال صدقت يابن رسول الله فاخبرني عن قول الله (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وانعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق ان تخشاه). قال الرضا عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها سبحان الذي خلقك وانما اراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم ان الملائكة بنات الله فقال الله عزوجل: (فاصطفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون عظيما). فقال النبي (ص): فلما رآها تغتسل قال سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج الى هذا التطهير والاغتسال، فلما عاد زيد الى منزله اخبرته بمجئ رسول الله وقوله لها سبحان الذي خلقك فلم يعلم زيد ما اراد بذلك وظن انه قال ذلك لما اعجبه من حسنها فجاء الى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله ان امرأتي في خلقها سوء واني اريد طلاقها فقال له النبي (ص) امسك عليك زوجك واتق الله وقد كان الله عز وجل عرفه عدد ازواجه وانما تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد وخشى ان يقولوا ان محمدا يقول لمولاه ان امرأتك ستكون لي زوجة فيعيبونه بذلك فانزل الله عزوجل: وإذ تقول للذي انعم الله عليه يعني بالاسلام وانعمت عليه بالعتق أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه. ثم ان زيدا طلقها واعتدت منه فزوجها الله من نبيه (ص) وانزل بذلك قرآنا: (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا) ثم علم عزوجل ان المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له فقال المأمون لقد شفيت صدري يابن رسول الله واوضحت لي ما كان ملتبسا علي فجزاك الله عن انبيائه وعن الاسلام خيرا. (قال علي بن محمد بن الجهم) فقام المأمون إلى الصلاة واخذ بيد محمد بن ________________________________________