[ 207 ] وقيل: رجعت حتى بلغت نصف المسجد (1). ومثل هذا كثير جدا، وقد ذكرت جملة من ذلك في فصل الحج في كتاب (تنبيه السالك على مظان المهالك). يا من أمد أبا هر بمزودة * فأوقرت منه للغادين أحمال جئناك نطوي الفجاج المقفرات على * عيس لها في السرى وجد وإرقال قال أبو هريرة رضى الله عنه: (أصاب الناس مخمصة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: هل من شئ ؟ فقلت: نعم، شئ من التمر في المزود. قال: فأتني به، فأدخل يده، فأخرج قبضة، فبسطها ودعا بالبركة. ثم قال: ادع عشرة فأكلوا حتى شبعوا، ثم عشرة كذلك، حتى أطعم الجيش كلهم وشبعوا. ثم قال: خذ ما جئت به، وأدخل يدك واقبض منه، ولا تكفئه، فقبضت على أكثر ما جئت به، فأكلت منه وأطعمت حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلى أن قتل عثمان رضى الله عنه، فانتهب مني، فذهب). وفي رواية: فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا أوسقا في سبيل الله تعالى. فقد تحققت بهذا - فضلا عن غيره، وهو مثل الرمال كثيرة - يا صحيح الذهن وقوي الأيمان به، أنه لا يكون قبره وثنا ألبتة. بل في الحديث الصحيح: (قد أيس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب). أو مثل هذا السيد المعظم المكرم لا يتوسل به، ولا تشد الرحال إليه ؟ ! قاتل الله العزيز من قاله، وضاعف العذاب عليه. ________________________________________ (1) هذا حديث رد الشمس. (*) ________________________________________