[ 45 ] رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال العباس: نعم (1). وأخرج العلامة الحافظ محمد بن جرير الطبري باسناده عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه واله انه كان عند أبي بكر إذ جاء علي والعباس، فقال العباس: أنا عم رسول الله ووارثه وقد حال علي بيني وبين تركته. فقال أبو بكر: فاين كنت يا عباس حين جمع النبي صلى الله عليه واله بني عبد المطلب وأنت أحدهم فقال: أيكم يؤازرني ويكون وصيي، وخليفتي في أهلي، وينجز عدتي، ويقضي ديني ؟ فقال له العباس: بمجلسك تقدمته وتأمرت عليه ؟ - أي إن كان هكذا كما تقول: لماذا تقدمت عليه وغصبت أمره ؟. فقال أبو بكر: أغدرا يا بني عبد المطلب (2) ؟ أي انكما - يا علي ويا عباس - أردتما بدعواكما هذه المصطنعة على إرث النبي صلى الله عليه واله وتركته، أن تأخذوا مني الاقرار والاعتراف بحق علي عليه السلام وأولويته للخلافة، وتحكموا علي بما أتفوه به وأقوله بنفسي ولساني، يعني: تديناني وتلزماني من فمي. وأما ابن عساكر الدمشقي فعند ما نقل الحديث أسقط منه صدره - أي مجئ العباس وعلي إلى أبي بكر وهما يتحاكمان إليه مسالة إرث رسول الله صلى الله عليه واله - وهكذا أسقط ذيله - اي كلمة العباس لابي بكر حيث يدينه على تقدمه وتامره على ________________________________________ (1) تاريخ مدينة دمشق 42: 50، تأويل مختلف الحديث: 35. (2) المسترشد: 577 ح 249، تاريخ اليعقوبي 2: 158 ذكره ضمن الحوار الذي دار بين عمر بن الخطاب وبين ابن عباس. وأشار إلى هذا الحديث ابن عبد ربه في العقد الفريد 2: 412 ولكنه حرف وشوه المتن منه. (*) ________________________________________