[ 191 ] ولا أشرك بربي أحدا) (1). قلت: إن ذلك صاحب كان كافرا، وأبو بكر مؤمن. قال: فإذا جاز أن ينسب إلى صحبة من رضيه كافرا جاز أن ينسب إلى صحبته نبيه مؤمنا، وليس بافضل المؤمنين ولا الثاني ولا الثالث. قلت: يا أمير المؤمنين، إن قدر الاية عظيم، إن الله يقول: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا). قال: يا إسحاق، تابى الان إلا أن أخرجك إلى الاستقصاء عليك، أخبرني عن حزن أبي بكر، أكان رضا أم سخطا ؟ قلت: إن أبا بكر إنما حزن من أجل رسول الله صلى الله عليه واله خوفا عليه، وغما أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه واله شئ من المكروه. قال: ليس هذا جوابي، إنما كان جوابي أن تقول: رضا أم سخط ؟ قلت: بل رضا لله. قال: فكان الله جل ذكره بعث إلينا رسولا ينهى عن رضا الله عز وجل وعن طاعته. قلت: أعوذ بالله. قال: أو ليس قد زعمت أن حزن أبي بكر رضى الله عنه رضا الله ؟ قلت: بلى. قال: أو لم تجد أن القرآن يشهد أن رسول الله صلى الله عليه واله قال له: " لا تحزن " نهيا له عن الحزن. قلت: أعوذ بالله. ________________________________________ (1) الكهف: 37 - 38. (*) ________________________________________