[ 190 ] بان لي عنادك، إنك توفق أن هذا الحديث صحيح ؟ قلت: نعم، رواه من لا يمكنني رده. قال: أفرأيت أن من أيقن أن هذا الحديث صحيح، ثم زعم أن أحدا أفضل من علي، لا يخلو من إحدى ثلاثة: 1 - من أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه واله عنده مردودة عليه. 2 - أو أن يقول: إن الله عز وجل عرف الفاضل من خلقه وكان المفضول أحب إليه. 3 - أو أن يقال: إن الله عز وجل لم يعرف الفاضل من المفضول. فاي الثلاثة أحب إليك أن تقول ؟ - قال اسحاق -: فاطرقت. ثم قال: يا إسحاق، لا تقل منها شيئا، فانك إن قلت منها شيئا استتبتك، وإن كان للحديث عندك تأويل غير هذه الثلاثة الاوجه فقله. قلت: لا أعلم، وإن لابي بكر فضلا. قال: أجل، لو لا أن له فضلا لما قيل إن عليا أفضل منه، فما فضله الذي قصدت إليه الساعة ؟ قلت: قول الله عز وجل: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) (1)، فنسبه إلى صحبته. قال: يا إسحاق، أما إني لا أحملك على الوعر من طريقك، إني وجدت الله تعالى نسب إلى صحبة من رضيه ورضى عنه كافرا، وهو قوله: (فقال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي ________________________________________ (1) التوبة: 40. (*) ________________________________________