[ 184 ] قلت: من أين قال أمير المؤمنين إن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله وأحقهم بالخلافة بعده ؟ قال: يا إسحاق، خبرني عن الناس بم يتفاضلون حتى يقال فلان أفضل من فلان ؟ قلت: بالاعمال الصالحة. قال: صدقت. قال: فاخبرني عمن صاحبه على عهد رسول الله صلى الله عليه واله، ثم إن المفضول عمل بعد وفاة رسول الله بافضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله، أيلحق به ؟ قال - اسحاق -: فاطرقت. فقال لي: يا إسحاق، لا تقل نعم، فانك إن قلت نعم أوجدتك في دهرنا هذا من هو أكثر منه جهادا وحجا وصياما وصلاة وصدقة. قلت: أجل يا أمير المؤمنين، لا يلحق المفضول على عهد رسول الله صلى الله عليه واله الفاضل أبدا. قال: يا إسحاق، فانظر ما رواه لك أصحابك ومن أخذت عنهم دينك وجعلتهم قدوتك من فضائل علي بن أبي طالب. فقس عليها ما أتوك به من فضائل أبي بكر، فان رأيت فضائل أبي بكر تشاكل فضائل علي فقل إنه أفضل منه، لا والله، ولكن قس إلى فضائله ما روي لك من فضائل أبي بكر وعمر، فان وجدت لهما من الفضائل ما لعلي وحده فقل إنهما أفضل منه. لا والله، ولكن قس إلى فضائله فضائل أبي بكر وعمر وعثمان، فان وجدتها مثل فضائل علي فقل إنهم أفضل منه، لا والله، ولكن قس إلى فضائله العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه واله بالجنة، فان وجدتها تشاكل فضائله فقل انهم أفضل منه. ثم قال: يا إسحاق، أي الاعمال كانت يوم بعث الله رسوله ؟ ________________________________________