[ 182 ] احتجاج المأمون على الفقهاء في فضل علي عليه السلام إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن زيد: بعث إلي يحيى بن أكثم وإلى عدة من أصحابي، وهو يومئذ قاضي القضاة، فقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن احضر معي غدا - مع الفجر - أربعين رجلا كلهم فقيه يفقه ما يقال له ويحسن الجواب، فسموا من تظنونه يصلح لما يطلب أمير المؤمنين. فسمينا له عدة، وذكر هو عدة، حتى تم العدد الذي أراد، وكتب تسمية القوم، وأمر بالبكور في السحر، وبعث الى من لم يحضر فأمره بذلك. فغدونا عليه قبل طلوع الفجر، فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالس ينتظرنا، فركب وركبنا معه، حتى صرنا إلى الباب، فإذا بخادم واقف، فلما نظر إلينا قال: يا أبا محمد، أمير المؤمنين ينتظرك، فادخلنا، فأمرنا بالصلاة، فاخذنا فيها، فلم نستتمها حتى خرج الرسول فقال: ادخلوا، فدخلنا، فإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه وعليه سواده وطيلسانه والطويلة وعمامته. فوقفنا وسلمنا، فرد السلام، وأمرنا بالجلوس. فلما استقر بنا المجلس تحدر عن فراشه ونزع عمامته وطيلسانه ووضع قلنسوته، ثم أقبل علينا فقال: إنما فعلت ما رأيتم لتفعلوا مثل ذلك، وأما الخف فمنع من خلعه علة، من قد عرفها منكم فقد عرفها، وم لم يعرفها فساعرفه بها، ومد رجله. ثم قال انزعوا قلانسكم وخفافكم وطيالسكم. قال - إسحاق -: فامسكنا. فقال لنا يحيى: انتهوا إلى ما أمركم به أمير المؤمنين. فتعجبنا فنزعنا أخفافنا ________________________________________ واننا قد بد أنا في بحث مستقل في شرح وبيان هذا الخبر الماموني والاستدراك عليه، وأرجو من العلي القدير أن ينجز لنا مقدمات طبعه وذلك لما فيه الكثير من الحقائق العلوية التي دأب بعض المتعصبين والناصبين العداء لامير المؤمنين علي عليه السلام على إخفائها والتعتيم عليها. ومثله التوفيق وعليه التكلان. (المعرب). (*) ________________________________________