[ 165 ] فقال معاوية: ما غششتني منذ نصحتني إلا اليوم ! ! أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطرق ؟ ! أراك طمعت في أمارة الشام بعدي (1). 16 - معاوية يسال عليا عليه السلام في مسالة الخنثى أخرج العلامة المتقي الهندي عن الحافظ سعيد بن منصور باسناده عن الشعبي قال: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: الحمد لله الذي جعل عدونا يسالنا عما نزل به من أمر دينه، إن معاوية كتب إلي يسالني عن الخنثى. فكتبت إليه: أن ورثه من قبل مباله (2). 17 - معاوية يعترف: ماتت الفضائل بموت علي عليه السلام أخرج العلامة ابن عساكر الدمشقي بطرق ثلاثة، وكذا روى غيره بطرق اخرى: انه لما جاء نعي علي عليه السلام إلى معاوية، استرجع، وكان قابلا مع امرأته فاختة بنت قرظة نصف النهار في يوم صائف، فقعد باكيا وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ماذا فقدوا من العلم ؟ فقالت له امرأته: تسترجع عليه اليوم وتبكي وأنت تطعن عليه بالامس ! فقال: ويحك لا تدرين ما ذهب من علمه وفضله وسوابقه ؟ وما فقد الناس من حلمه وعلمه (3). ________________________________________ (1) شرح نهج البلاغة 1: 20 و 5: 217، محاضرات الادباء للجاحظ 1: 131. (2) كنز العمال 11: 83 ح 30701. (3) تاريخ مدينة دمشق 42: 583، المناقب للخوارزمي: 391 فصل " 26 " ح 408، فرائد السمطين 1: 372 - 373 باب " 68 " ح 303 - 304، نظم درر السمطين: 134. وقال المحمودي معلقا على هذه الرواية: وغير خفي على ذوي الدراية والفطانة ان ما تضمنه الحديث وما بسياقه مخالف لجبلة معاوية، مباين لما كان استقر عليه عمل ابن هند من محادة أولياء الله، وسعيه في استئصالهم بكل حيلة ومكر وغدر. نعم الملائم لسيرة (*) ________________________________________