(21) يومئذ، فلانها معارف تعرفت بالاضافة إلى اليوم. اخبر الله تعالى انه لما جاء امره باهلاك قوم صالح الذين هم ثمود نجا صالحا والمؤمنين معه برحمة منه تعالى. وقوله " ومن خزي يومئذ " فالخزي العيب الذي تظهر فضيحته ويستحي من مثله، خزي يخزى خزيا اذا ظهر له عيب بهذه الصفة. وقوله " ان ربك هو القوي العزيز " فالقوي هو القادر، والعزيز هو القادر على منع غيره من غير ان يقدر أحد على منعه. واصله المنع فمنه عز علي الشئ اذا امتنع بقلبه ومنه العز الارض الصلبة الممتنعة بالصلابة، ومنه تعزز بفلان اي امتنع به ويقال (من عزبز) اي من غلب سلب. وكانت علامة العذاب في ثمود ماقال لهم صالح: آية ذلك ان وجوهكم تصبح في اليوم الاول مصفرة وفي اليوم الثاني محمرة وفي الثالث مسودة، ذكره الحسن، هذا من حكمته تعالى وحسن تدبيره في الانذار بمايكون من العقاب قبل ان يكون، للمظافرة في الحجة. ولم يختر ابوعمرو بناء (يوم) إذا اضيف إلى مبني كما اختير في قوله " على حين غفلة " (1) لان هذا اضيف إلى اسم مبني، وذلك اضيف إلى فعل مبني فباعده من التمكن باكثر مماباعده الاول. قوله تعالى: (وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين) (67) آية بلا خلاف. اخبر الله تعالى أنه لما نجا صالحا والمؤمنين وأراد اهلاك الكفار أخذ الذين ظلموا الصيحة، وهي الصوت العظيم من الحيوان. وقال الجبائي لاتكون ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة القصص آية 15.