(20) ماوعدتكم به من نزول العذاب بعد ثلاثة ايام وعد صدق ليس فيها كذب. قوله تعالى: (فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز) (66) آية بلاخلاف. قرأ اهل المدينة إلا اسماعيل والكسائي والبرجمي والسموني " يومئذ " بفتح الميم، هنا وفي المعارج. الباقون بكسر الميم على الاضافة. قال ابوعلي قوله " يومئذ " ظرف - كسرت او فتحت - في المعنى إلا انه اتسع فيه فجعل اسما كما اتسع في قوله " بل مكر الليل والنهار " (1) فاضيف المكر اليهما وإنما هو فيهما، فكذلك العذاب والخزي والفزع اضفن إلى اليوم، والمعنى على ان ذلك كله في اليوم كما ان المكر في الليل والنهار. ومن كسر الميم من " عذاب يومئذ " فلان يوما اسم معرب اضاف اليه ما اضافه من العذاب والخزي والفزع، فانجر بالاضافة، ولم تفتح اليوم فتبنيه لاضافته إلى المعنى، لان المضاف منفصل عن المضاف اليه ولايلزمه الاضافة، والمضاف لم يلزم البناء. ومن فتح فقال: من عذاب يومئذ فيفتح مع انه في موضع جر، فلان المضاف يكتسب من المضاف اليه التعريف والتنكير، ومعنى الاستفهام والجزاء في نحو غلام من تضرب اضربه، فلما كان يكتسب من المضاف اليه هذه الاشياء اكتسب منه الاعراب والبناء ايضا، اذاكان المضاف من الاسماء الشائعة المبنية نحو (اين. وكيف) ولو كان المضاف مخصوصا نحو (رجل وغلام) لم يكتسب منه البناء كما اكتسبت من الاسماء الشائعة. ومن اضاف على تقدير من عذاب يومئذ ومن خزي ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة سبأ آية 33.