[430] المستنقعات الآسنة ـ درس وعبرة، ولا ينتفع بهذا الذرس إلاّ الذين يخافون عذاب الله، ويشعرون بالمسؤولية (وتواجدت فيهم أرضية المعرفة). وبتعبير بعض المفسرين: آية العبرة هذه هي لاولئك الذين من شأنهم أن يخافوه لسلامة فطرتهم ورقة قلوبهم دون من عداهم من ذوي القلوب القاسية فانهم لا يعتدون بها ولا يعدونها آية ودليلا(1). * * * النتيجة: إن الخوف سواء كان بمعنى الخوف من الله أو من عـذابه أو من الذنب والمعصية (لأن جميعها ترجع الى معنى واحد)، يُعِدُّ الأرضية لـروح الانسـان لتقبل الحقائق والمعارف، لأن الانسان مالم يشـعر بالمسؤولية لا يتجه نحو مصادر المعرفة ولا يبحث في آيات الآفاق والأنفس والتكوين والتشريع. وخلاصة الحديث، ان الحركة نحو العلم والمعرفة كأي حركة اخرى تحتاج الى محرك، والمحرك يمكنه أن يكون احد الامور التالية: 1 ـ جاذبية العلم والعشق للمعرفـة التـي أُودعتْ فـي روح الانسان منذ البداية. 2 ـ الاطلاع على النتـائج المثمـرة والآثـار القيمـة للمعـرفة، ووصول الانسان الى المـراحل الرفيعة تحت ظلها. 3 ـ الشعـور بالمسؤولية والخـوف من العواقب المؤلمة لفقدان المعـرفة والجزاء الترتب عليها. إن كلا من هذه الامور يمكنها أن تهيء الأرضية المناسبة لطيّ هذا الطريق المليء بالتعرجات، واذا ما تعاضدت هذه الامور مع بعضها البعض، فان الحركة ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - روح المعاني الجزء 27 الصفحة 13.