@ 409 @ | ! 2 < إن الباطل > 2 ! أي : الوجود الممكن ! 2 < كان > 2 ! فانياً في الأصل لا شيئاً ثابتاً طرأ عليه | الفناء ففني ، بل الفاني فان في الأزل والباقي باق لم يزل ، وإنما احتجبنا بتوهم فاسد | باطل فكشف . | | [ تفسير سورة الإسراء من آية 82 إلى آية 84 ] | | ! 2 < وننزل من > 2 ! العقل القرآني الجامع بالتدريج نجوم تفاصيل العقل الفرقاني نجماً | فنجماً على الوجود الحقاني على حسب ظهور الصفات أي : نفصل ما في ذاتك | مجملاً مكنوناً تفصيلاً بارزاً ظاهراً عليك ليكون شفاء لأمراض قلوب المستعدين | المؤمنين بالغيب من أمتك كالجهل والشك والنفاق وعمى القلب والغل والحقد | والحسد وأمثالها فنزكيهم ورحمة تفيدهم الكمالات والفضائل وتحليهم بالحكم | والمعارف ! 2 < ولا يزيد الظالمين > 2 ! الناقصين استعدادهم بالرذائل والحجب الظلمانية | الباخسين حظوظهم من الكمال بالهيئات البدنية والصفات النفسانية ! 2 < إلا خسارا > 2 ! بزيادة | ظهور أنفسهم بصفاتها كالإنكار والعناد والمكابرة واللجاج والرياء والنفاق منضمة إلى | ما لهم من الشك والجهل والعمى والعمه . | | ! 2 < وإذا أنعمنا على الإنسان > 2 ! بنعمة ظاهرة ! 2 < أعرض > 2 ! لوقوفه مع النفس والبدن | وكون القوى البدنية متناهية لا تتدبر الأمور الغير المتناهية الممكنة الوقوع من سبب | النعمة وردها عند عدمها وسائر الغير ولا يرى إلا العاجل ، وتكبر لاستعلاء نفسه على | القلب وظهوره بأنائيته وتفرعنه فنأى ، أي : بعد عن الحق في جانب النفس وطوى | جنبه معرضاً وكذا في جانب الشر إذا مسه يئس لاحتجابه عن القادر وقدرته ولو نظر | بعين البصيرة شاهد قدرة الله تعالى في كلتا الحالتين وتيقن في الحالة الأولى أن الشكر | رباط النعم ، وفي الثانية أن الصبر دفاع النقم ، فشكر وصبر وعلم أن المنعم قدر فلم | يعرض عند النعمة بطراً وأشراً خائفاً زوالها ، غير غافل عن المنعم ، ولم ييأس عند | النقمة جزعاً وضجراً راجياً كشفها ، مراعياً لجانب المبلي . | | ! 2 < قل كل يعمل على شاكلته > 2 ! أي : خليقته وملكته الغالبة عليه من مقامه فمن | كان مقامه النفس وشاكلته مقتضى طباعها عمل ما ذكرنا من الإعراض واليأس ومن | كان مقامه القلب وشاكلته السجية الفاضلة عمل بمقتضاها الشكر والصبر ! 2 < فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا > 2 ! من العاملين عامل الخير بمقتضى سجية القلب وعامل الشر | بمقتضى طبيعة النفس فيجازيهما بحسب أعمالهما . | | [ تفسير سورة الإسراء من آية 85 إلى آية 87 ] |