بكثف وجمع وحد فقال له سليمان تنصرفون ونرى فيما بيننا وسيأتيكم إن شاء الله رأي .
وانصرف عبد الله بن يزيد وإبراهيم بن محمد إلى الكوفة وأجمع القوم على الشخوص واستقبال ابن زياد .
61 - خطبة أخرى له .
ثم إن سليمان بن صرد قام في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإن الله قد علم ما تنوون وما خرجتم تطلبون وإن للدنيا تجارا وللآخرة تجارا فأما تاجر الآخرة فساع إليها متنصب بتطلابها لا يشتري بها ثمنا لا يرى إلا قائما وقاعدا وراكعا وساجدا لا يطلب ذهبا ولا فضة ولا دينا ولا لذة وأما تاجر الدنيا فمكب عليها راتع فيها لا يبتغي بها بدلا فعليكم يرحمكم الله في وجهكم هذا بطول الصلاة في جوف الليل وبذكر الله كثيرا على كل حال وتقربوا إلى الله جل ذكره بكل خير قد رتم عليه حتى تلقوا هذا العدو والمحل القاسط فتجاهدوه فإنكم لن تتوسلوا إلى ربكم بشيء هو أعظم عنده ثوابا من الجهاد والصلاة فإن الجهاد سنام العمل جعلنا الله وإياكم من العباد الصالحين المجاهدين الصابرين على اللأواء وإنا مدلجون الليلة من منزلنا هذا إن شاء الله فأدلجوا .
فأدلج عشية الجمعة لخمس مضين من ربيع الآخر سنة 65للهجرة وما زال يسير حتى انتهى إلى عين الوردة فنزل في غربيها