وقال علي كرم الله وجهه أقل الناس قيمة أقلهم علما وقال أيضا Bه العلم نهر والحكمة بحر العلماء حول النهر يطوفون والحكماء وسط البحر يغوصون والعارفون في سفن النجاة يسيرون وقال موسى عليه السلام في مناجاته إلهي من أحب الناس إليك قال عالم يطلب علما وقال بعض السلف Bهم العلوم أربعة الفقه للأديان والطب للأبدان والنجوم للأزمان والنحو للسان وقيل العالم طبيب هذه الأمة والدنيا داؤها فإذا كان الطبيب يطلب الداء فمتى يبرىء غيره .
وسئل الشعبي عن مسألة فقال لا علم لي بها فقيل له لا تستحي فقال ولم أستحي مما لم تستح الملائكة منه حين قالت لا علم لنا وعن النبي فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم وروي كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وقال علي كرم الله وجهه من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه وقيل مؤدب نفسه ومعلمها أحق بالإجلال من مؤدب الناس ومعلمهم وأنشدوا .
( يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم ) .
( تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ... كيما يصح به وأنت سقيم ) .
( ونراك تصلح بالرشاد عقولنا ... أبدا وأنت من الرشاد عديم ) .
( فابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم ) .
( فهناك يقبل ما تقول ويهتدى ... بالقول منك وينفع التعليم ) .
( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم ) .
وقال بعضهم .
( إني رأيت الناس في عصرنا ... لا يطلبون العلم للعلم ) .
( إلا مباهاة لأصحابه ... وعدة للغش والظلم )