( تبكي عليهم ديار كان يطربها ... ترنم المجد بين الجود والكرم ) وقيل في المعنى .
( بالله ربك كم قصر مررت به ... قد كان أعمر باللذات والطرب ) .
( نادى غراب المنايا في جوانبه ... وصاح من بعده بالويل والحرب ) وفيه .
( أيها الرافع البناء رويدا ... لا يرد المنون عنك البناء ) وحكي أن رجلين تنازعا في أرض فأنطق الله تعالى لبنه من جدار تلك الارض فقالت إني كنت ملكا من الملوك ملكت الدنيا ألف سنة ثم صرت رميما ألف سنة ثم أخذني خزاف وعملني إناء فاستعملت ألف سنة حتى تكسرت وصرت ترابا فأخذني طواب وعملني لبنا وأنا في هذا الجدار كذا وكذا سنة فلم تتنازعان في هذه الأرض وأنتم عنها زائلون وإلى غيرها منقلبون والله سبحانه وتعالى أعلم .
وروي أن ملكا بنى قصرا وقال انظروا إن كان فيه عيب فأصلحوه فقال رجل أرى فيه عيبين .
فقالوا له وما هما ؟ قال يموت الملك ويخرب القصر .
قال صدقت ثم أقبل على الله وترك القصر والدنيا .
وقيل سئل الخضر عليه السلام عن أعجب رآه في الدنيا مع طول سياحته وقطعه للقفار والفلوات فقال أعجب شيء رأيته أني مررت بمدينة لم أر على وجه الأرض أحسن منها فسألت بعض أهلها متى بنيت هذه المدينة فقالوا سبحان الله لم يذكر آباؤنا ولا اجدادنا متى بنيت وما زالت كذلك من عهد الطوفان ثم غبت عنها خمسمائة سنة ومررت بها فإذا هي خاوية على عروشها ولم أر أحدا أسأله وإذا رعاة غنم فدنوت منهم فقلت أين المدينة التي ههنا ؟ فقالوا سبحان الله لم يذكر آباؤنا ولا أجدادنا أنه كان ههنا مدينة ثم غبت خمسمائة سنه ومررت بها وإذا موضع تلك المدينة بحر وإذا غواصون يخرجون منه شبه الحلية فقلت