( هذي منازل أقوام عهدتهم ... يوفون بالعهد مذ كانوا وبالذمم ) إذا جاء قتلناه واقتسمنا المال بيننا فقال الآخر نعم وأما الذي ذهب ليشتري الطعام فإنه أضمر لصاحبيه السوء وقال أجعل لهما في الطعام سما فاذا اكلاه ماتا وآخذ المال لنفسي فوضع السم في الطعام وجاء فقاما اليه فقتلاه وأكلا الطعام فماتا فمر بهم عيسى E وهم مصروعون حولهم فقال هكذا الدنيا تفعل بأهلها وقال الهيثم بن عدي وجد غار في جبل لبنان زمن الوليد بن عبد الملك وفيه رجل مسجى على سرير من الذهب وعند رأسه لوح من الذهب ايضا مكتوب فيه بالرومية انا سبأ بن نواس خدمت عيصو ابن اسحاق بن ابراهيم خليل الرب الاكبر وعشت بعده دهرا طويلا ورأيت عجبا كثيرا ولم ار فيما رأيت أعجب من غافل عن الموت وهو يرى مصارع آبائه ويقف على قبور احبابه ويعلم انه صائر اليهم ثم لا يتوب وقد علمت ان الاجلاف الجفاة يستنزلونني عن سريري ويتولونه وذلك حين يتغير الزمان ويكثر الهذيان ويترأس الصبيان فمن ادرك هذا الزمان عاش قليلا ومات ذليلا . وعن عمرو بن ميمون انه قال افتتحنا مدينة بفارس فدللنا على مغارة فيه سرير من الذهب عليه رجل عند رأسه لوح مكتوب فيه انا بهرام ملك فارس كنت اغناهم بطشا وأقساهم قلبا وأطولهم أملا وأحرصهم على الدنيا قد ملكت البلاد وقتلت الملوك وهزمت الجيوش وأذللت الجبابرة وجمعت من الاموال ما لم يجمعه أحد قبلي ولم استطع أن أفتدي به من الموت إذ نزل بي ويروى في الإسرائيليات أن عيسى E بينا هو في سياحته إذ مر بجمجمة نخرة فسأل الله أن تتكلم فأنطقها الله له فقالت يا نبي الله أنا بلوان بن حفص ملك اليمن عشت ألف سنة ورزقت ألف ولد وافتضضت ألف بكر وهزمت ألف جيش وفتحت ألف مدينة فما كان كل ذلك إلا كحلم النائم فمن سمع قصتي فلا يغتر بالدنيا فبكى عيسى E بكاء شديدا حتى غشي عليه . ووجد مكتوب على قصر قد خربت أركانه وبادت أهله وأظلمت نواحيه هذه الأبياتهذي منازل أقوام عهدتهم ... يومون بالعهد مذ كانوا وبالذمم