ففعلت ثم قالت له أقبل فأقبل وأدبر فأدبر فقالت ما أرى إلا يبسا في منكبيك اذهب في حفظ الله .
فخرج فمر بالسجان فظن أنه المرأة فلم يعرض له فنجا وأنشأ يقول .
( خرجتُ خروجَ القِدْح قِدْحِ ابن مُقْبِل ... على الرّغْم من تلك النوابِح والمُشْلِي ) .
( عليَّ ثيابُ الغانيات وتحتَها ... عزيمةُ أمرٍ أشبَهَتْ سَلَّةَ النَّصْلِ ) .
وورد كتاب خالد على والي الكوفة يأمره فيه بما كتب به إليه هشام فأرسل إلى الكميت ليؤتى به من الحبس فينفذ فيه أمر خالد فدنا من باب البيت فكلمتهم المرأة وخبرتهم أنها في البيت وأن الكميت قد خرج فكتب بذلك إلى خالد فأجابه حرة كريمة آست ابن عمها بنفسها وأمر بتخليتها فبلغ الخبر الأعور الكلبي بالشام فقال قصديته التي يرمي فيها امرأة الكميت بأهل الحبس ويقول أسودين وأحمرينا .
فهاج الكميت ذلك حتى قال .
( ألاَ حُيّيتِ عنّا يا مَدِينا ... ) .
وهي ثلاثمائة بيت لم يترك فيها حيا من أحياء اليمن إلا هجاهم وتوارى وطلب فمضى إلى الشام فقال شعره الذي يقول فيه .
( قِفْ بالدِّيار وقوفَ زائرْ ... ) .
في مسلمة بن عبد الملك ويقول