فرفع المغيرة يده وقام مغضباً ثم قال له .
( إني امرؤٌ حنظِليٌّ حين تنسُبُنِي ... لامِ العِتيك ولا أخوالِيَ العَوَقُ ) .
العوق من يشكر وكانوا أخوال المفضل .
( لا تحسبَنَّ بياضاً فيَّ منقصةً ... إن اللّهاميم في ألوانها بلقُ ) - بسيط - .
وبلغ المهلب ما جرى فتناول المفضل بلسانه وشتمه وقال أردت أن يتمضغ هذا أعراضنا ما حملك على أن أسمعته ما كره بعد مواكلتك إياه أما إن كنت تعافه فاجتنبه أو لا تؤذه ثم بعث إليه بعشرة آلاف درهم واستصفحه عن المفضل واعتذر إليه عنه فقبل رفده وعذره وانقطع بعد ذلك عن مواكلة أحد منهم .
رجع الخبر إلى سياقته مع زياد والمغيرة فقال المغيرة يجيب زيادا .
( أزيادُ إنَّك والذي أنا عبدُهُ ... ما دون آدَم من أبٍ لك يُعلمُ ) .
( فالحَقْ بأرضِك يا زيادُ ولا تَرُمْ ... ما لا تطيق وأنت عِلجٌ أعجمُ ) .
( أظننْتَ لؤْمَك يا زيادُ يسدُّه ... قوسٌ ستْرتَ بها قفاك وأسهمُ ) .
( عِلْجٌ تعصَّبَ ثم راق بقوسه ... والعِلْجُ تعرفه إذا يَتعمَّمُ ) .
( ألْقِ العصابة يا زيادُ فإنما ... أخزاك ربِّي إذ غدوْتَ تَرَنَّمُ )