على بني السيد وهو لا يعلم الخبر فأخذوه فشدوه وثاقا فأفلت منهم ومشى بينهم عصمة بن أبير التيمي سفيرا فقال لسالم بن فلان العدوي لو رهنتهم نفسك فإن مات مدلج كان رجل برجل وإن لم يمت حملت دية صاحبهم ففعل ذلك سالم على أن يكون عند أخثم بن حميري أخي بني شبيم من بني السيد فكان عنده ثم إن بني السيد لما أبطأ عليهم موت مدلج أتوا أخثم لينتزعوا منه سالما ويقتلوه فقوض عليه أخثم بيته ثم قال يا آل أمي وكانت أمه من بني عبد مناة بن بكر فمنعه عبد مناة ثم إن بني السيد قالوا لأخثم إلى كم تمنع هذا الرجل أما الدية فوالله لا نقبلها أبدا فجعل لهم أجلا إن لم يمت مدلج فيه دفع إليهم سالما فقتلوه به فلما كان قبل ذلك الأجل بيوم مات مدلج فقتلوا سالما فقال في ذلك خالد بن علقمة أخو بني عبد الله بن دارم وهو ابن الطيفان .
( أسالِمُ ما مَنَّتك نفسك بعدما ... أتيت بني السيِّد الغواة الأشائِما ) .
( أسالم قد منتك نفسك أنما ... تكون دياتٌ ثم ترجِع سالِما ) .
( كذبتَ ولكن ثائِر متبسِّل ... يُلَقِّيك مصقولَ الحديدة صارِما ) .
( أسالم ما أَعْطَى ابنُ مامةَ مِثلَها ... ولا حاتِمُ فيما بلا الناسُ حاتما ) .
( أسالِم إن أفْلتَّ من شرّ هذه ... فوائِلْ فرارا إنما كنت حالِما ) .
( وقد أسلمتْ تيمٌ عديًّا فأَرْبَعَتْ ... ودلّت لأسباب المنيّة سالِما ) .
فأجابه سويد بن كراع بالأبيات التي ذكرها ابن سلام وزاد فيها أبو عمرو